قراءة في كتاب "الشهادتان معان وأفاق "للدكتور محمد علي ضناوي

09 حزيران/يونيو 2016

سعيد عيش

        صدرت الطبعة الأولى من كتاب "الشهادتان معان وأفاق" لمؤلفه الدكتور محمد علي ضناوي وهي من ضمن إصدارات بيت الزكاة والخيرات وكان قد اصدر كتيباتٍ في الصلاة والزكاة والحج والصيام، ويأتي كتاب (الشهادتان) استكمالاَ لسلسلةِ أركانِ الإسلام التي تميز فقهها باعتماد السؤال والجواب بينما ضمنت في جوانب الربط والضبط والتبين أسلوب البحث والتحليل .

 

 وقد وضع الدكتور محمد علي ضناوي بحثاً معمقاً للشهادتين ومضامينهما وأثرهما في الحياة. متحدثا عن الكون والإنسان، لتنطلق النفس في أعاليها وهي تُردّد الشهادتين مع التسبيح والتحميد. قال المؤلف" ولئنْ كانت الشهادتانِ والصلاةُ والزكاةُ والحجُّ والصيامُ أركاناً لدِيْنِ الإسلام العظيمِ، فإنّ الشهادتَيْن بالنسبة لبقيةِ الأركانِ تُعتبران الركْنَ الرَّكِينَ والأساسَ المتينَ. وإذا كانَ البناء لا يقومُ بلا أركان، فإنَّ الإسلام بأركانهِ الأربعةِ لا يقومُ من دون الشهادتين، بل لا يكونُ موجوداً أصلاً، إذْ هما بالنسبةِ للإسلامِ كلِّهِ كالرُّوحِ للجسدِ. فكما أنّ كلَّ ذرَّةٍ من ذرّاتِ الجسَدِ لا تكونُ فيها حياةٌ إلا بالروح، فكذلك (لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ) هي حياةُ كُلِّ جزءٍ من أجزاءِ الإسلام الغالية.

(والشهادتانِ متلازمتانِ التزاماً وثيقَ الصِّلَة، فلا تنفصلُ إحداهُما عن الأخرى. وبيان ذلك أنَّ شهادةَ (أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ) تُتَمِّمُها شهادةُ (أنَّ محمداً رسولُ الله)؛ فالأولى تقتضي سلوكاً محدداً ومعانيَ معيَّنة، ولها حقوقٌ ومستلزمات، وعلى صاحبها واجبات ولرافضها العقاب؛ وهذا كلُّه لا يُعرف إلا بواسطة النبيِّ الأكرم r، الذي قامت الأدلةُ العقليةُ والنقليةُ على أنَّه رسولُ الله حقاً؛ لذلك كان التلازمُ كاملاً بين الشهادتين).

وقد جاء بحث الشهادتين في 55 صفحة تضمن مقدمة وبحثا حول معاني الشهادتين فهما (التوحيد والقيادة)(والرسالة والرسول) وشارحا لبعض الآيات في توحيد الله سبحانه والنظر في السموات والأرض للاستدلال على الخالق الواحد كما تضمن البحث عن بعض أهل الكتاب وكيف ضلوا في توحيد الألوهية الحق ليخلص إلى تساؤل مفيد تحت عنوان "ارفع راسك بخشوع تجد الله اليك قريب"  (أأدركتَ أخي عظمة المعبود، فأنت إليه محبوب وعنه غير معزول ومنه غير مرذول. اركع واسجد وارفعْ رأسَك بخشوع، وعشْ بلا إلَهَ إلاّ اللهُ محمد رسول الله بجدٍ وأصول تنلْ العبق المحمود وتفُزْ بالمجد المأمول).(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ )وقال (قد تسأل، أخا الإنسانية والإسلام، ما مفتاح ذلك كله، المفتاحُ الذي لا يصدأ ولا يخرب، وكلما استخدمته أزهر وأفرح؟ لا تستغربنَّ الجواب: (شهادةُ أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله) تمسكْ بهما مدلولاً ومفهوماً، قولاً وعملاً، مصدِّقاً بهما بلا غشٍ ولا نفاق وبإخلاصٍ كامل لا يعتريه إشراك. إياكَ أنْ تحرِّفْها بأقاويل وأكاذيب، أو أن تخْرِقْها بافتراءات وشبهات خذ مفتاحَ كنوزِ رحمة الله بقوة، إياك أنْ تضيعه، خبئْه في أعماقك، وثبتْه في حنايا قلبك، وضمه إلى رحاب عقلك. وإلزمْ ضياء الشهادتين في حياتك.

وأضيف إلى كتاب (فقـه الشهادتين في "سؤال" وجواب) وملخص للعقيدة الطحاوية في الشهادتين وشرحا للشيخ بن باز في توحيد الربوبية والألوهية. كما نشر قصيدة "مع الله" للشاعر عمر الأميري.

كتاب (الشهادتان معان وأفاق للدكتور محمد علي ضناوي ) الصادر عن بيت الزكاة والخيرات جدير بالقراءة ولا غنى عنه لكل مسلم ويمكن طلبه من بيت الزكاة والخيرات أو موقع المؤلف الكلمة الطبية

www.kalimatayiba.org

www zakathouse-leb.org

سعيد عيش