بسم الله الرحمن الرحيم


بيت الزكاة والخيرات صندوق الإحسان وأمل المحتاج

  الزكاة والخيرات عبادةٌ تُهيئ النفوسَ لتتمكن من التَّرَقّي في معارج الروح. وهي أيضا محطاتٌ تضخ الخير وتبلسم الجراح وتلبي حاجات عباد الله، أولئك الذين افتقدوا الغذاء والكساء والدواء والتعليم والسكن والمهنة أو الحرفة، وهم أيضاً الغارمون والمحتاجون الى الرعاية والترشيد والدعوة الى الله.
واذا كان أمثال هؤء ، في الأيام ذات الطمأنينة والرخاء، بحاجة الى مد يد العون والمساندة، فكيف بهم في الأيام (ذات المَسْغَبَة) وما أكثرها في هذا الزمن الصعب الذي نعيش فيه ؟؟

  بيتُ الزكاة والخيرات -لبنان، تجربةٌ حضارية رائدة، كذلك نحسبه ونتمناه، وقد قام في زمن البأساء والضّراء، ولا يزال، بفضل الله، يتصدى لحاجات الناس، ويسعى لتأمين الضرورات، وينْشُر قواعد الفريضة بين الذين فرضَ الله في أموالهم الزكاة، ثم يدعوهم الى الخيرات والصدقات والمبرات والإحسان، فيجتمع هذا كله في صندوقه ليخرج عملاً رائدا في رسالة عظيمة.

خيرٌ يتراكم في مسيرة الزكاة والصدقات، بفضل الله ثم المحسنين، منظماتٍ وأفرادا، بعد إذ كان قول البيت فعلاً، والرغبةُ عملاً، والأملُ واقعاً. مع ضمان وجود خطط من أجل مستقبل واعد، فيه مجتمع مؤمن مكتفٍ ومستغنٍ ومحسنٌ بإذن الله.
والإحسانُ عطاءٌ كريم. وهو، فوق ذلك، علاجٌ مؤقت في ظرف معين، وفي زمن محدد. ويزداد شموخاً إن سلَّمَه المحسن الى مؤسسة خيرية زكوية يثق بها ويأتمنها. وهذه إحدى صور معنى قوله تعالى : إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [البقرة : 271]. فإن تكاثر الإحسان ودخل الى صندوق الخير فاض على امتداد العام بعطاء منظَّم، خاصة إذا ما عالج قدرة الإحتراف لمن لا عمل له، فدرَّب وأهّلَ، وبذلك ينخرط الجميع، ضمن شعار (خذ فأساً واحتطب)، في مهنٍ يكتفون بها، وقد يتحولون الى محسنين ومن يدري؟...

وبالإحسان المتضمن فريضة الزكاة والصدقة والحسنة، وبتفريج كُرُبات الناس وبلسمة جراحهم، يقذفُ الله في القلوب نوراً، ويُشرقُ على الوجه والجسد ضياءً بهيجاً، ويوسِّع في الرزق، وهذا إبن كثير في تفسيره يقول: ( إنّ للحسنة نوراً في القلب، وضياءً في الوجه وسعةً في الرزق ومحبةً في قلوب الناس).
ويبقى السؤال قوياً، كقوة الإحسان والخيرات، هل نكون جميعاً من هؤلاء، ونغدو ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه؟؟

ومن الطبيعي أنْ يتوسَّل بيتُ الزكاة جميع وسائل الاعلام، لنشر ثقافة حبِّ الآخرين، وتقديمِ العون للمحتاج، والإلتزامِ بفريضة الله في الزكاة، وبسنة نبيه الأكرم  في الصدقات والإحسان، ما استطاع الى ذلك سبيلاً. وها هو يتّخذُ موقعاً على الشبكة العنكبوتية، بعد أن غدت الوسائل الإعلامية المتميزة في بداية القرن الواحد والعشرين . عسى أن يصلَ هذا الإعلام الى بيوتِ وقلوبِ وعقولِ وجيوبِ الناس، كل الناس، في مشارق الأرض ومغاربها.

لا ننسى ونحن نُودُعِكُم التأكيدَ أنّ الموقع يستقبل أسئلتكم واقتراحاتكم وملاحظاتكم. فالخطأُ محتمل ونرجِعُ عنه، والصوابُ مرغوب فيه ونلتزم به. والدالُّ على الخير كفاعله.
نستودعكم الله دينَكُم وأماناتكم وندعو الله سبحانه أن يعيننا ولا يتركنا، ونسأله سبحانه فعلَ الخيرات وترك المنكرات وحبَّ المساكين كما سأله نبيّنا الأمين  .

 

                                                                                  د. محمد علي ضناوي

                                                                                   رئيس بيت الزكاة والخيرات