فقد قضَّى عمرَه المديد متشبثاً بوحدة الصف والهدف، فأحبه المعجبون واحترمه المختلفون، و اجْتَمَعَتْ الكلمة على أنه شخصية تَألَف وتُؤلَف وتحاور بذكاء وتتراجع بصمت، تَعذِر وتُعذَر. اذكر اننا التقينا في الترشيح للانتخابات النيابية عام 1972مـ ، هو في قائمة، وأنا منفرد أواجه ثلاث قوائم ومنفردين. إلا أن الإحترام ساد علاقتنا، ففاز هو مخترقاً قائمة الرئيس رشيد كرامي رحمه الله وفُزْتُ أنا في المرشحين المنفردين، وعلى جميع المرشحين في القوائم لو كانت الانتخابات جرت ضمن النظام النسبي لا الأكثري فهنأته وهنأئي ونشأت بيننا علاقة احترام متبادل، لكن كشأن المنطلقات الفكرية والسياسية المختلفة، من الطبيعي ان نلتقي في بعض الآمور ونختلف في البعض الأخر، لكنه اختلاف والحمد الله لم يفسد للاحترام المتبادل قضيه. أذكر اننا في سنتي 1981 و 1982، رغم تباين في الافكار والأهداف، إلتقينا تحت مظلة واحدة مع السيد فاروق المقدم (رحمه الله)، جمعتنا خدمة استراتيجية واحدة لإنقاذ المدينة واخراج القوات السورية منها والوقوف في وجه استخدام فريق من اهلها (عنيت أهل جبل محسن) في مواجة عموم أهل البلد. وسعينا بقوة لاعادة طرابلس إلى حضن الدولة، لكن من المؤسف أنّ الشرعية اللبنانية ابقت المدينة مهمشةً ولم تَرْعَ فيها إلاً ولا ذمة . تفاعلنا نحن الثلاثة مع دعوة رئيس بلدية طرابلس عشير الداية بسعيٍ لافت من الأستاذ فايز سنكري صاحب "التمدن"وعُقِدَ اجتماعٌ كبير ضم الرئيس رشيد كرامي والرئيس أمين الحافظ ممثلاً مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد والدكتور عبد المجيد الرافعي وفاروق المقدم وكاتب هذا الرثاء، بالاضافة الى عدد من فعاليات المدينة، بهدف ايجاد قيادة سياسية عليا لها. وصدر قرار بالإجماع بضرورة وقف النار وإدانة العنف وسحب المسلحين والأسلحة. رحل الدكتور الرافعي وفي نفسه غُصص، مألوماً مكدوداً حزيناً على ما شاهده ونشاهده اليوم في أمة العرب البائسة.لكن فقدينا الكبير لم يفقد ثقته بأمته، وبقي رغم البؤس الشديد، يحدوه الأمل بإعادة مجد الأمة التليد وأن الأمة ستقوم من بحر الدماء لتؤسس عزها من جديد. رحم الله الفقيد الكبير وغفر له ورفع درجاته واسكنه جناته وأعظم أجر أهله ومحبيه . وإنا لله وانا اليه راجعون
الطيب الرافعي أَحَبَهُ المُعْجَبون واحْتَرَمَهُ المُخْتَلِفون رحل الى الله وفي نفسه غُصصٌ الدكتور محمد علي ضناوي
26
تموز/يوليو 2017
فقدت طرابلس ولبنان وبلاد الشام، شخصية لافتة جمعت التعاطف والحنان إلى نَزْعَةِ النضال، ضمن منظوره الشخصي والحزبي،
وقد ارتضاه، محاولاً اقناع الآخرين بمفاهيمه على انها مفتاح تحرر الامة ووحدتها ورقيها، عنيت به الدكتور عبد المجيد الطيب الرافعي (رحمه الله)